1.
أصلُ المثل للحارث بن عُباد حين قَتَلَ جَسَّاسُ بن مرة كليباً، وهاجت الحربُ بين الفريقين، وكان الحارثُ اعتزلهما، قال الرَّاعي:
ومَا هَجَرْتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَةً لا ناقةٌ لي في هذا ولا جملُ
يُضرب عند التبرِّي من الظلم والإساءة.
قال بعضهم: إن أول مَنْ قال ذلك الصَّّدوف بنت حُلَيس العُذْرية، وكان من شأنها أنها كانت عند زيد بن الأخنس العُذْرِيّ، وكان لزيدٍ بنتٌ من غيرها يُقال لها الفارعة، وإن زيداً عزل ابنته عن امرأته في خِبَاء لها، وأخْدَمها خادمةً، وخرج زيدٌ إلى الشام، وإن رجلاً من عُذرة يُقال له شَبَث، هَوِيَها وهَوِيَتْه، ولم يزل بها حتى طاوعته، فكانت تأمر راعيَ أبيها أن يُعَجِّلَ ترويح إبله، وأن يحلب لها حَلْبَة إبلها قَيْلاً، فتشرب اللبن نهاراً، حتى إذا أمست وَهَدَأ الحيُّ رُحِلَ لها جمل كان لأبيها ذَلُول، فقعَدَت عليه وانطلقا حتى كانا ينتهيان إلى مَتْيهة من الأرض فيكونان بها ليلتهما، ثم يُقْبِلَان في وَجْه الصبح، فكان ذلك دأبَهُما.
فلما فصل أبوها من الشام مرَّّ بكاهنة على طريقه، فسألها عن أهله، فنظرت له ثم قالت: أرى جملك يُرْحَلُ لَيلاً، وحَلبة تَحْلب إبلَك قَيْلاً، وأرى نعماً وخيلاً، فلا لبث، فقد كان حدث، بآل شيث، فأقبل زيد لا يلوي على شيء حتى أتى أهله ليلاً، فدخل على امرأته وخرج من عندها مُسْرِعاً حتى دخل خباء ابنته، فإذا هي ليست فيه، فقال لخادمتها: أين الفارعة ثَكِلَتْكِ أمك! قالت: خرجت تمشي وهي حرود زائرة تعود، لم تر بعدك شَمْساً، ولا شهدت عرساً، فانفتل عنها إلى امرأته، فلما رأته عَرَفت الشَّر في وجهه، فقالت: يا زيد، لا تَعْجَلْ واقْفُ الأثر، فلا ناقة لي في هذا ولا جمل.
فهي أوّل من قال ذلك .
1 0

عبارات ذات علاقة ب لا ناقة لي في هذا ولا جمل

ابن السبيل استشاط غضبا اعقلها وتوكل اشرأب عنقه استأصل شَأْفَتَه